خيبة أمل درامية للمغرب في نهائي كأس أفريقيا للسيدات
في مشهد مؤثر على أرضية الملعب الأولمبي بالرباط، خسر المنتخب المغربي للسيدات نهائي كأس أمم أفريقيا لكرة القدم أمام منتخب نيجيريا بنتيجة 3-2، في مباراة مثيرة شهدت لحظات متقلبة وأداء بطولي من سيدات المغرب، لكن الحظ لم يكن حليفهن هذه المرة.
خورخي فيلدا: فخور بما قدمته اللاعبات رغم الخسارة
أعرب المدرب الإسباني خورخي فيلدا، المدير الفني للمنتخب المغربي النسوي، عن اعتزازه الكبير بالمستوى الذي أبانت عنه لاعباته طيلة البطولة. وفي تصريحاته عقب اللقاء، أكد فيلدا أن خوض المغرب للنهائي للمرة الثانية توالياً يُعد إنجازاً في حد ذاته، قائلاً: «واجهنا خصماً يملك خبرة طويلة في البطولات القارية، ومع ذلك لعبنا بندية وكنا في الموعد».
وأضاف فيلدا أن التحضير النفسي كان عاملاً حاسماً في تقديم هذا المستوى، مشيراً إلى أن اللاعبات لم يشعرن بأي رهبة أمام منتخب نيجيريا المتوج سابقاً. كما أشاد ببروز وجوه شابة جديدة، ستشكل العمود الفقري للمستقبل، في إشارة واضحة إلى أن المنتخب المغربي النسوي يسير في الطريق الصحيح نحو القمة.
تفاصيل المباراة: تقدم مغربي وتراجع مؤلم
بدأ اللقاء بحماس كبير من الجانب المغربي، حيث سجلت غزلان شباك الهدف الأول في الدقيقة 12، ثم أتبعتها سناء المسعودي بالهدف الثاني في الدقيقة 24، وسط تشجيع صاخب من الجماهير الحاضرة التي غص بها الملعب الأولمبي الذي يتسع لأكثر من 21 ألف متفرج.
لكن مجريات الشوط الثاني شهدت انقلاباً درامياً في أحداث اللقاء، حيث قلصت نيجيريا الفارق عبر إستر أوكورنكو من ركلة جزاء في الدقيقة 64، قبل أن تعادل النتيجة فولاشادي فلورنس في الدقيقة 71. وفي الدقيقة 88، وجهت اللاعبة جينيفر إيشيجيني ضربة قاصمة لآمال المغرب، بتسجيلها هدف الفوز للمنتخب النيجيري.
حسرة مغربية وفرصة ضائعة للتاريخ
رغم الأداء القتالي لسيدات المغرب، إلا أن الفريق فرط في فرصة ذهبية لدخول التاريخ من أوسع أبوابه والتتويج بأول لقب قاري في تاريخه. ولم يتمكن المنتخب من استغلال عاملي الأرض والجمهور، ليخسر نهائي البطولة للعام الثاني على التوالي، بعد هزيمته أمام جنوب أفريقيا في النسخة الماضية.
نيجيريا.. رقم قياسي جديد وتفوق مستمر
بفوزه على المغرب، عزز منتخب نيجيريا للسيدات مكانته كأكثر المنتخبات تتويجاً بكأس أفريقيا، رافعاً رصيده إلى 10 ألقاب تاريخية. ولم يعرف المنتخب النيجيري طعم الهزيمة في النهائيات العشر التي خاضها، ليؤكد تفوقه بقيادة مدربه جاستن مادوجو على الساحة القارية.
وتوزعت ألقاب نيجيريا على سنوات: 1998، 2000، 2002، 2004، 2006، 2010، 2014، 2016، 2018، و2025. هذا النجاح يعكس استمرارية قوة المنتخب النيجيري ومتانة منظومته الكروية، التي لا تزال تفرض هيمنتها رغم بروز منافسين أقوياء كالمغرب.
نظرة إلى المستقبل.. المغرب على الطريق الصحيح
رغم مرارة الخسارة، إلا أن المشاركة في النهائي للمرة الثانية، والتطور الواضح في أداء المنتخب، يرسخان حضور الكرة النسوية المغربية على الخارطة القارية. ومع الدعم الجماهيري الكبير والاستثمار المتواصل، فإن مستقبل سيدات المغرب يبدو واعداً أكثر من أي وقت مضى.

